مقالات
أفكارك و معتقداتك تصنع الفارق نحو النجاح
- 15 أبريل، 2021
- منشور من طرف: صلاح جيلح
- التصنيف : مقالات

لننجح في الدراسة لابد أن نُذاكر و أن نبذل الجهد لكن ثمة أمر آخر لا يقل أهمية سنتعرف عليه اليوم إنه يتعلق بالمعتقدات يتعلق بإدراكنا للدراسة و التعلم ككل و علاقتنا به كأفراد بشكل مستقل عن الآخرين.
و سنعالج هذه النقطة المهمة و الحيوية و التي من شأنها أن تحدث الكثير من التغيرات لديك في جانبين هما:
الجانب الأول: يسود لدينا كمجتمع معتقدات لعل من أهما: الباكلوريا صعبة، الدراسة تحتاج للكفاح و الجهد و السهر، النجاح في الدراسة يتطلب وقتا كبيرا و جهدا كبيرا طوال السنة، الدراسة مملة، اللغات صعبة… و غيرها.
من شأن هذه المعتقدات المنتشرة و المُسلم بها أن تؤثر على التلاميذ و تُشكل لديهم أو لدى أغلبهم توجسا و خوفا كبيرين يعيقان تعلمهم؛ و يربطان الباكلوريا بالصعوبة و الخطر و الحذر و الفشل.
في السنوات الماضية نجد أن نسبة الباكلوريا تكاد تصل الى 50% اذن لاداعي للخوف يمكنك النجاح بسهولة مع بذل جهد مركز و منظم يتوافق مع العقل كما يساعدك هذا العمود في محطاته المختلفة على ذلك.
لنتوقف على المعتقدات المعيقة و لتقل مكان ذلك: الباكلوريا سهلة و ممكنة، المراجعة سهلة و بسيطة كل المعلومات درستها سابقا، ابدأ التغيير من هاهنا غير معتقداتك يتغير إدراكك للحياة الدراسية و تتغير استجابتك … طبعا يمكنك أن تفعل، يمكنك أن ترفض هذه المعتقدات التي ورثناها ثقافيا من المجتمع؛ تمرين: اكتب هذه الأفكار الجديدة رددها دوما آمن بها ستمنحك الأفضل.
الجانب الثاني: متعلق بالفرد، كثيرا ما يقول لي بعض التلاميذ: لا يمكنني النجاح، لا أستطيع التركيز، فهمي ثقيل، حظي سيء في مواضيع الاختبارات، أنا لست للدراسة( مانيش نتاع قراية ) ، أنا لا أحتمل الدراسة لوقت طويل أنا أٓملُ سريعا و أنام كثيرا، نحن في بيتنا لسنا ممن يدرسون و يدخلون الجامعات … إنه إدراكنا للواقع، إنها مجموعة من المعتقدات السلبية التي ستعمل عكس جهدنا و مراجعتنا و حفظنا و في الاخير هي من تنجح و تجعلنا نخسر دراستنا … كل المعتقدات السابقة ليست صحيحة لكنها تعمل لأنك أذنت لها بذلك فان قلت لا أستطيع فحقا أنت لا تستطيع و إن قلت يمكنني سوف يمكنك ذلك، الامر متوقف عليك، لتقرر الآن و تختار المعتقدات التي تناسبك و قبل أن نطرح عليك جملة من المعتقدات الإيجابية المناقضة للأولى وددت أن أنقل لكم هذه القصة الرائعة و لقد حدثت فعلا أنقلها عن استاذي طارق عبيب: ” دار المحابسية.
روى لنا الشيخ موسى صاري حفظه الله قصة مدير ثانوية عبدالرحمن ميرة السيد بوزيدي بباب الواد – العاصمة الجزائر – مع تلميذ استجلب لنفسه الكثير من المشاكل بسب سلوكه.
و لما كلمه المدير عن السبب ..
كان جواب التلميذ: ” لي ثلاث أخوة في السجن، ماذا تنتظر مني أن أكون؟
و بيتنا يسميه الناس “دار المحابسية “
فهم المدير جوهر المشكلة، و أخذ في تشجيعه و تصحيح إدراكه.
فبادره قائلا: سمي بيتكم ” دار الباكلوريا ” إن شاء الله.
تردد التلميذ و لم يصدق أنه قادر على نيل شهادة الباكلوريا، فما كان من المدير إلا إن استمر في تشجيعه و تحفيزه و الرفع من معنوياته؛ و أعطاه مجموعة من الكتب للدراسة و حثه على قراءتها، فأصبح التلميذ يروح و يغدو من و إلى المدرسة ” حاملا كتبه ” ولم يصدق الناس ما يرون!!
حاز التلميذ على شهادة الباكلوريا .. و ربما بيته يسمى الآن ب” دار الباكلوريا”
ما نعتقده على أنفسنا يصنع توجهنا في الحياة، هل أنت مستعد لتغيير جملة من المعتقدات التي تعيقك؟ اذن قل: يمكنني النجاح، يمكنني الحصول على المعدل الذي أرتضي، إني أتذكر جيدا دروسي، إني أستطيع المذاكرة و المراجعة، أفهم بسرعة و عمق، حظي رائع في الاختبارات، دارنا دار بكالوريا .. تحتاج بعضا من الوقت و بعضا من الصبر و أنا تردد هذه العبارات و أخرى تختارها أنت، لكنك بالمقابل تحتاج إيمانا كاملا بما تقول و سترى بنفسك أن الامور بدأت تتغير، إبدأ الآن اختر أفكارك اختر حياتك، قد يكون جميل أن تكتب هذه العبارات بألوان و خط جميل و تعلقها في بيتك و غرفتك ..
يقول أحد حكماء الشرق “بوذا “: حياتك اليوم هي نِتاجٌ لأفكارٍ آمنت بها في الماضي “
اذن أفكارك اليوم ستحدد مستقبلك، أسرع غَيّرها و اصنع مستقبلك بنفسك .. تستحق النجاح و أنت له أهل.
المؤلف :صلاح الدين جيلح
اترك تعليقاً إلغاء الرد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.